
6 حيل نفسية يستخدمها الشخص السام كي تشك في نفسك
6 حيل نفسية يستخدمها الشخص السام كي تشك في نفسك
في العلاقات السامة، لا يكون الأذى دائمًا صاخبًا أو ظاهرًا في الانفعالات الحادة، بل كثيرًا ما يتخفّى خلف صمتٍ محسوب وكلماتٍ مغلّفة بالمراوغة، تُلقي بك تدريجيًا في متاهة من الشك في نفسك. فليس من السهل أن تدرك أنك تُستنزف من الداخل، لأن بعض العلاقات لا تبدأ بالأذى، بل تُطلّ برأسها في هيئة حبّ واهتمام، ثم تُظهر أنيابها بعد أن تطمئن إلى وجودك.
ومع الوقت، يتسلل التشويش إلى داخلك... تتغير نظرتك إلى نفسك، تتراجع ثقتك، وتضطرب قدرتك على التمييز بين ما هو خطأك الحقيقي، وما هو تلاعب خفي يُمارس عليك بمهارة.
بصفتي مختص في التعافي من العلاقات الادمانية, اقولها لك و بكل وضوح, التشكيك هو احد اقوي الادوات التي يتم استخدامها من اجل السيطرة علي ضحايا العلاقات السامة و تسخيرهم لخدمة اهداف و مصالح الاشخاص المتلاعبين
الشخص المتلاعب يساغل كونه قريب منك او له سلطة ما عليك كمديرك في العمل او احد والديك. او قد يستغل تعلقك به بشكل ما لكي يحكم سيطرته عليك اعتمادا علي ثقتك به او حبك الشديد له.
و الامر سيتم تدريجيا و بشكل متنوع حتي لا تكتشف خبث اللعبة او يصدر منك اي نوع من المقاومة.حتي تصبح في عرض البحر تماما ولا يمكنك المقاومة او الحصول علي اي دعم خارجي.
بمعني اخر, ان الشخص السام قد لا يجرحك مباشرة او يكون الاذي الذي يقوم به تجاهك ظاهرا بشكل واضح، بل يهمس في أعماقك حتى تصبح الشكوك جزءًا من وعيك. ولأن أخطر أشكال التلاعب هي تلك التي تحدث في الخفاء ويصعب ملاحظتها او اثباتها، نستعرض في هذا المقال ست حيل نفسية يستخدمها الشخص السام لتقويض ثقتك بذاتك، ومعها أدوات عملية مقترحة كي تساعدك على حماية نفسك والتعافي.
في البداية لا يجب ان تتعامل مع الامر باستخفاف او تجاهل لان هناك العديد من الاثار السلبية المدمرة لعدم تعاملك بجدية مع تعرضك للتلاعب النفسي في اي علاقة , و فيما يلي اهم تلك الاثار السلبية:
- فقدان الثقة بالنفس والشك المستمر في القدرات الشخصية.
- تدهور الصحة النفسية: اكتئاب، قلق، توتر مزمن.
- الشعور بالعجز وفقدان السيطرة على الحياة.
- عزلة اجتماعية بسبب فقدان الدعم أو الخجل من الموقف.
- تدمير العلاقات الصحية الأخرى بسبب التأثر بالتلاعب.
- فقدان الهوية والاعتماد المفرط على الطرف المتلاعب.
- زيادة احتمالية الوقوع في علاقات سامة أخرى.
- ضعف القدرة على اتخاذ قرارات سليمة أو حازمة.
- استنزاف الطاقة النفسية والجسدية بشكل كبير.
- زيادة احتمالية الإصابة بمشاكل جسدية مرتبطة بالتوتر كالصداع أو اضطرابات النوم.
اذن , اذا بدأت تستشعر القلق و تحتاج لاتخاذ الخطوات الاولي نحو تعديل مسار حياتك و زيادة وعيك كي تتمكن من حماية ذاتك و فرض حدود قوية , اقرا معي باقي المقال لتتعرف علي الحيل النفسية الست التي يستخدمها مع الاشخاص السامون:
6 حيل نفسية يستخدمها الشخص السام لتقويض ثقتك بذاتك
1. الإنكار والتشكيك في ذاكرتك (Gaslighting)
يُعدّ هذا الأسلوب من أكثر أشكال التلاعب النفسي خُبثًا وخطورة، إذ يتعمّد
الشخص السام إنكار أحداث وقعت بالفعل، أو تقليل أهميتها، أو تحريف تفاصيلها
عمداً، بهدف زعزعة ثقتك بنفسك وبما اختبرته.
ففي مواقف شعرت فيها بوضوح بالأذى أو الإهانة، قد تسمع منه عبارات مثل:
"هذا لم يحدث"، "أنت تبالغ"، "هذه خيالات!"
ومع تكرار هذا النمط، تبدأ تدريجيًا في الشك في ذاكرتك، وفي صحة مشاعرك،
بل وتفقد ثقتك في قدرتك على التقييم.
تجد نفسك مرتبكًا بين الواقع والخيال، وتبدأ في التساؤل داخلك:
"هل ما شعرت به كان حقيقيًا؟ أم أنني أتوهّم؟ هل أُبالغ فعلًا؟"
بهذا الشكل، يُعيد الشخص السام تشكيل إدراكك لذاتك ولما يدور حولك، ليظل هو الطرف المُسيطر، بينما تنزلق أنت إلى حالة من التبعية والشك والتشويش.
كيف تحمي نفسك ؟
- lمن واقع خبراتي مع الكثير من الحالات , انصح باالتوثيق لكل ما يحدث، كتابةً أو في ملاحظات خاصة، ودوِّن التفاصيل كما عايشتها، بالتواريخ والكلمات.
- ولا تخجل من أن تُعبّر عن مشاعرك بوضوح، حتى في وجه الإنكار، وقل بثبات: "حتى إن كنت ترى الأمر بشكل مختلف، إلا أنني شعرت بشيء حقيقي، ولن أُقلل من إحساسي."
2. الإسقاط: جعلك أنت المشكلة
في هذا الأسلوب، يُحوّل الشخص السام مشاعره السلبية وتوتره الداخلي إلى اتهامات موجّهة نحوك، حتى وإن لم تكن طرفًا مباشرًا في المشكلة. ستشعر فجأة بأنك دائمًا السبب في اشعوره بالانزعاج، أو أن تصرفاتك البسيطة تُحمّل فوق ما تحتمل، وكأنك تتحمل ذنوب تقلب مزاجه، وأخطائه، وحتى صراعاته الداخلية.
قد تسمع منه كلمات مثل: "أنت السبب في كل حاجة وحشة بتحصل لنا"، أو "أنا بقيت كده بسببك، انت مش شايف تصرفاتك؟"
ومع تكرار هذا النمط، يبدأ عقلك في تبنّي هذا اللوم، فتشك في تصرفاتك، وتعتقد أنك فعلًا المشكلة… حتى حين لا تكون كذلك.
كيف تحمي نفسك من هذه الحيلة؟
- تذكّر أن مشاعر الآخرين ليست مسؤوليتك دائمًا.
- اسأل نفسك: "هل يتصرف بهذه الطريقة مع الجميع؟ أم أنا فقط؟"
- لا تتسرع في تصديق كل اتهام يُوجَّه إليك او تاخذ الاتهامات بشكل شخصي, فهذا هو المطلوب.
- تعلّم أن ترد بهدوء: "أنا أتحمل مسؤوليتي حين أخطئ، لكنني لست مسؤولًا عن كل ما يحدث بيننا."
- تذكر ان التوازن في العلاقة لا يعني أن تحمل على كتفيك كل ما لا يخصك.
3. المقارنة المستمرة بغيرك
من أكثر أساليب التحقير المبطّنة، أن يُقارن الشخص السام بينك وبين آخرين
بطريقة تُضعفك وتؤذي ثقتك بذاتك.
قد تسمع منه عبارات مثل: "فلانة كانت أحن منك"، أو "فلان كان بيتعامل معايا أحسن منك"
وكأنك دائمًا في اختبار، ودائمًا في مرتبة أقل. هذه المقارنات لا تُقال
بنية التحفيز أو التطوير، بل تُستخدم كسلاح لإضعافك و جعلك تشعر بالتقصير
الدائم، حتي تسعى باستمرار إلى إثبات أنك "جيد بما يكفي" للبقاء او نيل رضاه.
كيف تحمي نفسك ؟
- لا تدخل في سباق لا نهاية له.فلا يكلف الله نفسا الا وسعها..
- قِف داخليًا مع نفسك وذكّرها: "أنا لا أُقارن بأحد. لي هويتي وظروفي وأسلوب محبتي الخاص بي."
- وإن شعرت بأن هذه المقارنات تُستخدم لإيذائك، عبّر عن ذلك بوضوح: "لا أرى أن المقارنة مفيدة، وأرفض أن يُقاس حبي أو سلوكي بمقياس غيري."
- تذكر ان من يُحبك حقًا، لا يُقارنك بأحد… بل يُقدّرك كما أنت.
4. التقليل المبطّن باسم المزاح
في هذه الحيلة , يستخدم الشخص السام أسلوبًا ماكرًا لإهانتك تحت ستار "المزاح"
او الفكاهة. فقد يسخر من شكلك، طريقة تفكيرك، أو حتى من مشاعرك الخاصة، ثم
يبتسم قائلاً: ايه ؟ "بهزر!"
وإن أظهرت انزعاجك، يُتّهمك بأنك
"ثقيل الظل" أو
"مابتفهمش في الدعابة."
لكن الحقيقة أن السخرية التي تُخفي نيةً للإهانة ليست مزاحًا، بل تنمّرًا ناعمًا.
كيف تحمي نفسك من هذه الحيلة؟
- لا تساير الإهانة حتى لو قُدّمت في غلاف خفيف.
- قُل لنفسك بوضوح وهدوء: "أنا لا أقبل هذا النوع من المزاح، حتى إن لم تكن نيتك سيئة."
- مهم ةان تتحكم في لغة جسدك و تعبيرات وجهك حتي لا تعطيه فرصة الاستمتاع باستفزازك
- ثق ان رسم الحدود هو مفتاح فرض الاحترام.
- تذكر أن من لا يحترمك في كلامه، لن يحترمك في أفعاله.
اقرأ أيضا: أقوى 6 استراتيجيات للتعامل مع الأشخاص السامين وحماية ذاتك
5. الحرمان العاطفي المشروط
في هذه الحالة , يُعطيك الشخص السام مشاعره كأنها مكافأة، ويسحبها فورًا عندما
لا تطيع أو تتصرف كما يريد.
قد تسمع منه
رسائل غير منطوقة تقول: "أحبك فقط عندما تتصرف كما أريد." بمعني اخر انت قد وقعت فريسة سهلة في فخ
الحب المشروط. ابذل لتجد.
هنا ستجد نفسك دخل في دائرة مرهقة من السعي المستمر لإرضائه، خوفًا من فقدان الحنان أو الدعم العاطفي. هذا ليس حبًا، بل صفقة مشروطة تُستنزف فيها كرامتك.
كتير من الحالات التي تعاملت معها تمت ىبرمجتهم علي هذا النمط, حتي ان
احداهن قالت لي في جلسة سابقة: اشعر اني لا استحق الحب حتي اقدم المزيد من
التضحيات او العطاء.
كيف تحمي نفسك من هذه الحيلة؟
- راقب متى يستخدم الطرف الآخر العاطفة كأداة عقاب.
- قل لنفسك بصدق: "الحب الحقيقي لا يُقايضني على الطاعة أو الخضوع."
- ببساطة جرب تخرج من اللعبة, وتعلم قول لا او الامر لا يناسبني.
- عبّر بوعي عن موقفك: "أنا لا أقبل علاقة يكون فيها الحب مكافأة تُمنح وتُسحب حسب المزاج."
- تذكر انك لا تستحق أن تعيش على حافة الخوف من فقدان حب غير متّزن.
استمع أيضا الي المقطع التالي بعنوان : اقوي طريقة لردع الشخص اللي بيستفزك بالإنكار واللف والدوران ولا يعترف أبدا بخطأه
6. زرع الشعور بالذنب عند التفكير في الانسحاب
عندما تبدأ الشعور بالضيق و عدم القدرة علي تحمل المزيد من الاساءات ,
او إدراك أنك بحاجة للخروج من العلاقة، سوف يبدأ الشخص السام في غرس
مشاعر الذنب بداخلك من خلال تذكيرك بكل ما فعله من أجلك: "أنا عملتلك كل حاجة!" " انا ضحيت عشانك" أو "أنت ناكر للجميل!"
فيحاصرك بصوت داخلي يقول: "هل أكون سيئًا لو غادرت؟ هل أنا أناني؟"
هنا يصبح الذنب قيدًا يمنعك من اتخاذ قرار التحرر… حتى لو كنت تتألّم.
كيف تحمي نفسك من هذه الحيلة؟
- فرّق بين الحب الحقيقي وبين التلاعب العاطفي.
- اسأل نفسك بصدق: "هل أريد البقاء لأنني سعيد؟ أم فقط لأنني خائف من أن أبدو جاحدًا؟"
- اعلم أن القرار القائم على الذنب، غالبًا ما يُسلب معه احترامك لذاتك وراحتك النفسية.
- تذكر انك تستحق أن تختار نفسك… دون شعور بالذنب.
- تعلم ان تفرق بين الذنب الصحي النابع من التوجيه الذاتي و الذنب السام الذي يتم اسقاطك فيه بغرض التلاعب بمشاعرك
خلاصة الكلام:
كل علاقة تُشعرك أنك "أقل"، "مخطئ دائمًا"، أو "يجب أن تتغير لتُحَب" — هي علاقة تحتاج إلى مراجعة. فلا يجب عليك ان تتعامل مع تلك المشاعر باستسلام او انها شئ طبيعي عليك تجاهله او انكاره من اجل ان تستمر الحياة.
وتذكّر: من يحبك لن يُشكك فيك، بل يُعيدك إلى نفسك بثقة وثبات.قاوم التلاعب بالوضوح، واحمِ حدودك بالوعي الذاني و الإدراك السليم للامور، واستعد ذاتك، واحدة واحدة.